Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Royaume du Maroc
25 mars 2019

المملكة المغربية : صمود في عهد النور، لعودة بشعلة النصر ...هي المرأة المغربية. مواقع المملكة المغربية الرباط في 25 مارس 2019 م.

images_4

المملكة المغربية : صمود في عهد النور، لعودة بشعلة النصر ...هي المرأة المغربية.

مواقع المملكة المغربية
الرباط في 25 مارس 2019 م.
بقلم الدكتورة عزيزة الطيبي.

لقد كانت المرأة المغربية عبر تاريخ المغرب وإلى يومنا هذا في صلب تحولاته المجتمعية، وكانت وما زالت تحمل هم الوطن رغم كل المعانات التي عاشتها وما زالت على وقع نموذج ثقافي بني على أساس فكر ذكوري أثر على قيم المجتمع، وكذلك في ظل سياسات فاشلة ابتكرتها حكومات ظالمة.
لكن ولكي لا نظلم أحدا فلقد شكلت المرأة المغربية عبر التاريخ ولله الحمد، رصيدا هاما من حيث الثقافة والعلم رغم العراقيل ورغم معاناتها من محدودية التأثير في الزمان والمكان ، زيادة على حرمانها من حقوق كثيرة من تعليم وشغل وحماية اجتماعية وخاصة في العالم القروي.
ويمكن أن نعتبر النصف الثاني من القرن العشرين بداية عصر أنوار جديد على يد بطل التحرير، جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه على ضرورة تعليم المرأة المغربية في المدرسة، إيمانا منه بأهمية تحريرها من الأفكار الظلامية.
ويعد خطابه التاريخي بجامع القرويين سنة 1943 مناسبة هامة وعاملا رئيسيا فتحت بعده نافذة النور أمام أبناء الشعب وبناته، بتدشين جلالته لمدرسة للبنات بالأحباس بالرباط، ومدرسة الأميرة للاعائشة بتواركة، واستمر فتح مدارس أخرى للبنات في عدد كبير من /دن المملكة المغربية، وأنا شخصيا كان لي الحظ أن تعلمت ودرست في مدرسة البنات بمدينة تازة ( لقد كانت سنوات لا تنسى).

وتجسيدا لفكره السامي، قال في إحدى خطبه " البلد الذي لا تكون فيه المرأة عنصرا نشيطا يشبه جسدا مشلولا لا يمكن أن ننتظر منه شيئا بناءا "
وفي آخر خطاب للعرش قبل محنة المنفى قال: "وقد وجهنا عناية خاصة لتعليم المرأة حيث كانت سجينة تقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، لأن النساء شقائق الرجال في الأحكام"
ولعلل أحسن مثال نقدمه هو الأميرة لالة عائشة ،التي برعت في فن الخطابة في سماء طنجة سنة 1947: " إن هذا العهد الجديد لن يتم تشييده إلا إذا شاركت فيه المرأة مشاركة فعالة، ويكون لها من الحقوق والواجبات ما للرجل بدون نقص ولا تمييز" ومن هنا كانت الإنطلاقة ببتشجيع من جلالته, حيث اهتمت وناضلت الأميرة للاعائشة من أجل تحرير المرأة بمبادرات كثيرة شملت تدشين مدارس وعدد من المؤسسات الخيرية.
وإذا كان المغفور له قد شجع المرأة على التعليم والاطلاع بمهام عديدة داخل المجتمع وخارج البلاد، و نادى بضرورة مشاركتها في تنمية بلدها، فلقد سار على دربه فيما يخص تمكين المرأة من جميع حقوقها، جلالة المغفور له الحسن الثاني قئلا في إحدى خطاباته ناعيا والده رحمه الله : " لقد آمنت يا أبتاه بأنه لا يمكن أن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فأخرجت المرأة من عهد الجهل إلى عهد النور ولم تبق المرأة المغربية حليا يشترى، بل أصبحت تفاخر بالشهادات والتسابق إلى المعاهد والكليات".
فمنذ ذلك الحين والملك الحسن الثاني ينوه بالدور البطولي الذي لعبته المرأة المغربية في مقاومة الاستعمار وتحرير البلاد إلى جانب الرجل، وعمل على أن تضطلع بدورها كاملا في خدمة بلدها ، وأن تلج جميع المهن والوظائف ، وترقى لجميع المناصب وأكبر دليل على ضمان هذا الحق، دستور 1996، حيث نص في فصله الخامس على ما يلي " جميع المغاربة متساوون " و في الفصل الثامن «الرجل والمرأة متساويان في التمتع بالحقوق السياسية " و الفصل الثاني عشر " لجميع المواطنين أن يتقلدوا الوظائف والمناصب العمومية وهم سواء فيما يرجع للشروط المطلوبة لنيلها " وفي الفصل الثالث عشر " التربية و الشغل حق المواطنين على السواء ".

وفي عهده الحمد لله، عشنا اعتلاء المرأة منبر الدروس الحسنية و تحت قبة البرلمان آمرا بدراسة مقترحاتها لتغيير بنود مدونة الأحوال الشخصية، لتصبح مشروعا لمدونة الأسرة .... إلخ ، وفي عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني أيضا، ربحت المرأة المغربية الزمن الضائع في التخلف والإقصاء، فكانت مساهمات الأميرات الجليلات واضحة وجلية في الأعمال الاجتماعية والثقافية والإقتصادية، زيادة على الأدوار الدبلوماسية التي تقلناها بنجاح وتميز.
ولحسن الحظ أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله، استمر في العمل على نهج والده رخمه الله ، وذلك بتسوية أوضاع المرأة والحث على تشجيعها للحصول على حقوقها في جميع المجالات ،السياسية منها والاجتماعية والثقافية ،ففتح لها فرصة إثبات الذات سواء على المستوى الفكري أو الإبداعي ،كما ولجت المرأة المغربية في عهده مراكز القرار ،وخير دليل على دلك ما جاء في خطاباته والتي وجهها إلى المسؤولين في العديد من المناسبات..
وليعلم الجميع، فإن دور المرأة المغربية في تنمية المجتمع لا يقل عن دور الرجل ، بل ويمكن أن نلاحظ تفوقها الملموس في مختلف الميادين سواء في الميدان السياسي أو الإجتماعي أو اﻹقتصادي و القانوني، وفي كل المجالات ، رغم مجموعة من اﻹكراهات...
رغم كل هاته المجهودات الجبارة والمكلفة على جميع المستويات والأصعدة، استطاعت الحكومات المتعاقبة، وخاصة التي شهدها المغرب منذ 2011، أن تؤثر سلبا وتغير من الواقع الذي كنا سنعيشه ونحن نحلم به ، لتجعل منه كابوسا أليما تعيشه سيدات كثيرات من المجتمع المغربي في ظل التهميش والإقصاء، وخير دليل تفاقم معدل الأمية والمرض لدى الإناث وخاصة في المجال القروي، وتراجع ملموس في الطموح للمثقفات منهن ولو بوجود بعضهن في سلك الدراسات المتخصصة والعليا ، إلا أنها تقتصر على الدراسات النظرية فقط.
للأسف الشديد، لدى المرأة مؤهلات وطاقات عالية وكاريزما وريادة من أجل العمل والمساهمة في التنمية، وتمثيل المغاربة بفخر وبنجاح واعتزاز داخل وخارج أرض الوطن، والأمثلة عديدة ومتعددة لكنها لا زالت مطالبة بأشياء تكاد لا نعرفها أحيانا لتعنى بالثقة والاحترام من طرف جهات معينة يغلب على عقلها الجهل والتخلف، فتجد مساهمة المرأة ضعيفة ولا تتناسب مع طاقاتها وقدراتها المهنية ولا حتى طموحها كإنسانة.
اليوم حان الوقت لتنفض المرأة المغربية غبار الظلام (والذي تريد بعض الجهات وأخص بالذكر بعض أعضاء الحكومة الفاشلة الذين ساهموا في تراجع كبير لدور المرأة الريادي وفي كل المجالات) بالمطالبة بحق العمل دون النظر إلى إمكانياتها المادية وأوضاعها الخاصة والتي أراها في غير محلها، بل والتي لا تقف عائقاً أمام مساهمتها.
النهوض بعمل ومساهمة المرأة يتطلب اليوم وضع منهج وسياسات حكيمة ومخططة لدراسة واقع المرأة في البيت والمدرسة والعمل وتطلعاتها ومجالات مساهماتها، لتكون مربية أجيال الغد، ويكون رجل وسيدة الغد رجالا ونساءا وطنيين بامتياز، يحبون بلدهم ويشتغلون بحب وبنكران للذات، بعيدين عن الأنانية والمكر ....
لعل أهمية مساهمة المرأة تتجلى في بناء الأسرة أولا وتوازنها، ومساهمتها في المجال الاقتصادي والاجتماعي لتحقيق الاكتفاء والتمكين والاستقرار وتساهم في التنمية المستدامة والمندمجة.
المرأة اليوم، ورغم كل العوائق والنواقص التي تعرقل مسيرتها، ما زالت بصمودها وذكائها تساهم في تنمية الدخل الوطني لأنها تنتج ولا تستهلك فقط،، ولها دور أيضا في الاستقرار الأسري والاجتماعي بأعمالها ومساهماتها داخل الأسرة وفي العمل المنتج والخدمات بشتى أنواعها دون استثناء الأعمال الاجتماعية. وللنهوض بدور المرأة يجب التخطيط لذلك من عدة جهات وخاصة بخصوص تهيئة المرأة عملياً وإعلامياً وتوفير الظروف العائلية السليمة لها لنضمن الاستقرار والرعاية للأولاد....
ولا نغفل أيضا أن المرأة اليوم تشكل أكثر من ثلثي الساكنة، وصوتها حاسم في اتخاذ القرارات، ولا يمكن أن نقول أن المرأة متخلفة أو ضعيفة أو جاهلة لأنها أمية، بل يجب أن نذكر أن العلم والمعرفة والتكوين سوف يزودوها بالوسائل العلمية والضرورية لتزداد حكمة وتبصرا ورقيا ونجاحا، ولتكون مساهماتها واسعة النطاق ومفيدة لبلدها.
المراة أخي الرجل هي الغد المشرق لبلادنا في بيتها أولا، لأولادها وفي العمل كذلك من أجل بناء مجتمع منفتح ومتطور.

و كما تطرق إلى ذلك الشريف مولاي عبد الله بوسكروي في إحدى مقالاته الوطنية، بأن في المملكة المغربية الشريفة موحدة من طنجة إلى الكويرة و بقيادة عاهل البلاد المفدى حفظه الله و رعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده،كلنا أسرة واحدة متماسكة نساء و رجال في هذا الوطن الغالي، و على قلب واحد و هدف واحد عزة المغرب و قوته.

"رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله و اليوم الآخر "
صدق الله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مواقع المملكة المغربية
خديمة الاعتاب الشريفة
إمضاء :
الدكتورة عزيزة الطيبي .

IMG_20190320_WA0112

قام بإعادة نشر مقال الدكتورة عزيزة الطيبي، الأستاذ محمد نواري و الأستاذ عزيز فطامي و الأستاذ أحمد فاضل و الأستاذ محمد أمين علوي والأستاذ يوسف الإدريسي و الأستاذ و الكاتب الصحفي محمد الزايدي و الأستاذ عبد العزيز الزكراوي و الشريف مولاي ابراهيم محنش و الأستاذ زهير شمالي الأستاذ عبد العالي لبريكي و الأستاذ عبد المجيد قبايلي و الأستاذ أحمد بقالي و الأستاذ مصطفى خطاب المغربي و الأستاذة فايزة الإدريسي علمي و الأخوات الفاضلات فوزية لوكيلي و الشريفة إكرام ياسين و فاطمة نصفي و نور الهدى و الماجيدي السعدية ... و باقي الأخوات الإخوة الكرام.

.

Publicité
Publicité
Commentaires
Royaume du Maroc
  • Royaume du Maroc SM Mohammed VI est notre guide. Dieu-Patrie-Roi est notre devise. La défense des intérêts suprême du Royaume du Maroc est notre devoir. Ce site est dédié à SM le roi Mohammed VI que Dieu l'assiste, et à toute la famille royale.
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Archives
Articles récents
Derniers commentaires
Royaume du Maroc
Newsletter
Publicité